
وزارة التهذيب الموريتانية وسياسة ذر الرماد في العيون
يوم الثلاثاء 30 مارس 2021 دعت وزارة التهذيب الوطني والتكوين التقني والمهني والإصلاح نقابات المدرسين لحفل انطلاقة ما سمته "مشروع برنامج تثمين مهنة المدرس". وتأتي هذه الدعوة بضعة أيام بعد إضراب مدرسي التعليم الأساسي والثانوي الذي دعت إليه نقابات المدرسين والذي عرف نجاحا منقطع النظير منذ بداية التعددية النقابية في البلاد.
وقد عرضت الوزارة على هامش الحفل خطتها لتثمين مهنة المدرس تناولت فيها العديد من مطالب نقابات القطاع دون تقديم مقترحات محددة أو آجالا معلومة لتلبيتها.
وفي العام الدراسي الماضي أياما معدودة قبل دخول مدرسي التعليم الثانوي والمهني في سلسلة احتجاجات نوفمبر وديسمبر 2019 التي دعت لها منسقية الدفاع عن المدرس (مدد) أطلقت الوزارة لجنة للتشاور استجابت النقابات المنضوية في مدد للمشاركة فيها إلا أنها لم تتناول لا مطالب المدرسين الملحة ولا غيرها من مشاكل التعليم الجوهرية.
إن تثمين مهنة المدرس يعني ببساطة شديدة تحسين ظروفه المعنوية والمادية بدء بظروف معيشته وظروف عمله وتحسين تكوينه الأولي ومواكبة مسيرته المهنية بتكوين مستمر يمكنه من الاطلاع الدائم على مستجدات التطور المعرفي المتسارع، بحيث تكون مهنة المدرس الوجهة الأولى لخريجي الجامعات من الشباب الموريتاني المتميز.
وليس تثمين مهنة المدرس تنظيم ورشات وخرجات للاستهلاك الإعلامي بينما المدرس يعاني من الحرمان والازدراء ما يعاني.
وليس تثمين مهنة المدرس تأخير المخصصات الزهيدة الممنوحة له كعلاوة البعد وعلاوة التجهيز والتقدم الوظيفي.
وليس تثمين مهنة المدرس اكتتاب مقدمي خدمات التعليم في ظروف غير قانونية أشبه ما تكون بالعبودية وتأخير أجورهم الزهيدة الأشهر تلو الأشهر.
إننا في النقابة الوطنية للتعليم الثانوي SNES إذ تجدد شكرنا وتهانينا لزملائنا المدرسين لمشاركتهم القوية في إضراب 22 مارس المنصرم لنؤكد ما يلي:
استياءنا من سياسة ذر الرماد في العيون التي تنتهجها الوزارة؛
تنديدنا القوي بتأخير المخصصات المالية للمدرسين من أجور وعلاوات والإمعان في الحرمان والازدراء تجاههم؛
دعوتنا كافة المدرسين لرص الصفوف والاستعدادات لنضالات قوية حاسمة مقبلة هي وحدها الكفيلة بفرض التثمين الفعلي لمهنة المدرس؛
دعوتنا السلطات العليا في الدولة لتلافي الموقف من أجل استمرار تعليم أبنائنا في ظروف أفضل.